ولد فريدريك مال لأسرة فرنسية من رجال الصناعة والفن وصناعة العطور، وقد أسس جده سيرجي هيفتلر لويشي دار عطور كريستيان ديور التي ورثتها عنه والدة فريدريك. ويمثل السيد مال الآن الجيل الثالث من المتخصصين بالعطور في أسرته وأصبح خبيراً عالمياً في صناعة العطور، اكتسب السيد مال معرفة واسعة بالمواد الخام والتوازن العطري في مختبر العطور المتميز رور برتراند دوبون، حيث اكتسب صداقة رواد صناعة العطور. عمل السيد مال معهم أكثر من 25 عاماً كون معهم علاقات شخصية تتسم بالثقة والاحترام المتبادل حتى يومنا هذا، وقد قبل صفوة صناع العطور دعوة السيد مال للانضمام إلى إيدشن دو بارفان وبث الروح في صناعة العطور الفاخرة.

كان قرار فريدريك مال بإنشاء دار إيديشن دو بارفان في المقام الأول رد فعل لصناعة العطور المدفوعة بأغراض تجارية التي انتشرت في منتصف التسعينيات من القرن الماضي التي كانت تفضل الشكل على العطر نفسه، وكان صناع العطور يشاركون مال شعوره بالاستياء تجاه السوق التي تفضِّل الشكل على المنتج نفسه. وكانت العطور التي ترقى إلى الأعمال الفنية في حالة اندثار وكذلك الصفة الفنية لصانعيها.

شعر فريدريك مال بأن تجارة العطور على وشك الاندثار؛ لذا أراد استعادة ما كانت عليه تجارة العطور وفكر في كيفية ذلك في السياق الحديث حيث أراد أن تكون تجارة العطور تجارة يكون فيها العطر نتاجاً لحرية الإبداع والتحرر من ضغوط إستراتيجيات التسويق ومواعيد التسليم، وينطوي ذلك على العودة إلى الاهتمام بالجودة التي شعر بأنها تنسحب تدريجياً من أيدي صناع العطور الفاخرة. كان طموح مال الهادف إلى استعادة الجودة مصحوباً برغبة في تغيير الطريقة التي ينظر بها الناس إلى صانعي العطور وذلك بنشر العطور بأسماء مبتكريها وترسيخ مكانتهم بوصفهم فنانين.

ومن هنا ولدت فكرة دار نشر للعطور يتم فيها ابتكار العطور ونشرها كالأعمال الفنية، وكان فريدريك مال الذي كان دوره شبيهاً بدور المحرر يصطحب كل صانع عطور على حدة في مسيرته للارتقاء بملكته الإبداعية والتفوق على ذاته وصناعة كلاسيكيات المستقبل.